تعتبر زيارة الطبيب النفسي
علاجاً لكثير من مشكلات الحياة، وباتت في كثير من الأحيان ضرورة لمواجهة الضغوط
النفسية التي نعيشها.
يعتقد البعض أن زيارة الطبيب
النفسي تدعو للخجل، وأنه لا يصح مناقشة الأشياء الداخلية التي تنتابنا، هذا أمر
خاطئ وله أضراره السلبية على النفس، لأن تخطي العواطف وعدم التعامل مع المشاكل
النفسية ينتج عنها أضرار نفسية أخرى.
العلاجات النفسية مثل العلاجات
العضوية، فكما أننا لا ننكر على إنسان زار طبيب العيون أو العظام أو الأوعية
الدموية ينبغي أن لا ننكر على من زار العيادة النفسية، بل نشجعه على ذلك، لأن
النفس تتعب كما الجوارح.
بعض الأمراض المناعية تحتاج
لمتابعة مع الطبيب النفسي والروماتويد معاً، أي إخماد المرض لا يحتاج فقط للعلاجات
الدوائية التي يصفها طبيب الروماتويد، إنما يضاف إليها علاجات نفسية
"مؤقتة"، قد تكون دوائية أو نصائح إرشادية، فالمريض المثقف لا يتردد
بزيارة العيادة النفسية حال نصحه طبيبه بذلك، أو شعر أن ضغوطاته النفسية الناتجة
عن ضغوطات الحياة باتت تؤثر سلباً على صحته وعلاقاته الاجتماعية والأسرية.
الذهاب للطبيب النفسي لا يفقدنا خصوصياتنا،
ستبقى الأحاديث التي نخبر بها الطبيب طي الكتمان، لأن الطبيب أقسم يميناً عقب
تخرجه من كلية الطب أن يساعد الناس ويحترم خصوصياتهم، ثم إن الحديث مع الطبيب
النفسي قد يريحنا أكثر من الحديث مع الأهل والأصدقاء، لأن هؤلاء سنضطر للحديث معهم
بحذر وخوف أن تصدر منا كلمات تزعجهم دون قصد، أما الطبيب النفسي سنتحدث معه
بشفافية وراحة وهدوء نفسي، هذا ما يحتاجه الإنسان أثناء علاجه.
زيارة الطبيب النفسي يساعد في
استعادة التوزان النفسي المفقود بسبب ضغوطات الحياة اليومية، لذلك لا تتردد في
الذهاب للعيادة النفسية بين الفترة والأخرى، خاصة إذا نصحك طبيبك بذلك.
اطلب من طبيبك المعالج أن
يُرشح لك طبيباً نفسياً متواضعاً حكيماً مستمعاً جيداً ذو خبرة طبية ومعاصر لكل ما
هو جديد في الطب النفسي.