يمر المريض بحالة ضعف بين الفترة والأخرى، يتمنى أن صحته تساعده لفعل أشياء كثيرة، هذه المرحلة إن كان في بيئة مثقفة ستمر بهدوء، لأن من حوله من المثقفين سيساعدونه في جعله مريضاً مثقفاً يتعالج وفق ما توصل إليه العلم الحديث، أما إن كان يعيش في بيئة تفتقر إلى العلم بلا ريب سيكون عرضة لخوض تجارب كثيرة يتعارض أكثرها مع خطة العلاج التي يصفها الطبيب.
العلاج بالأعشاب مشكلة قديمة حديثة، ما بين مؤيد ورافض لها، لكل فريق أدلته وبراهينه، إلا أن الرأي الفصل هو ما يقوله العلم الموثق بالتجارب والأبحاث.
تبدأ رحلة صناعة الدواء عن طريق الأبحاث العلمية، الأبحاث هي البوابة التي تدخل من خلالها الشركات والمعامل بوابة صناعة الدواء، بعد اكتشاف التركيبة الجديدة للدواء يعمل الباحثون على تجربته على الحيوانات ثم على المتطوعين من البشر الذين يخضعون لرعاية دقيقة أثناء استعمالهم الدواء، ثم يأخذ براءة الاختراع، وتبدأ رحلة تصنيعه في المصنع الذي يحوز على حق التوزيع و البيع، إضافة لموافقات حكومية لاستعمال الدواء وتداوله بيعاً وشراء، رحلة طويلة وخطوات كثيرة يخضع لها الدواء قبل طرحه في الأسواق، ثم حال الموافقة على استعماله يصفه الأطباء بمقادير ولمدة محددة.
نحن مرضى الروماتويد لا نرفض العلاج بالأعشاب بالمطلق وعلى الدوام، لعلنا نقبله يوماً إن تم الاهتمام به من المنظمات العالمية وخضع لرقابة دقيقة في المختبرات المعتمدة، بغير ذلك لا يمكننا قبول الأعشاب.
لا منهجية علمية يعتمد عليها من يعالج بالأعشاب في تحديد مقدار جرعة الدواء، وما هي الاختصاصات الطبية التي درسها، أيعقل أن يعالج كل الأمراض، هذا الكلام يرفضه العقل والمنطق.
كان لي تجربة عملية مع شخص يعالج بالأعشاب ويعرفه أكثركم من خلال الفضائيات التي يروج لمنتجاته فيها، كتبت في موقعه الالكتروني تعليقاً بغاية الأدب وطلبت منه أن يفتح باب الحوار بينه وبين الأطباء كي يتسنى مناقشة موضوع الأعشاب مناقشة علمية، كانت النتيجة حذف تعليقي وحظري من الموقع، بالله عليكم لو كان هذا الشخص واثقاً من فعالية أدوية الأعشاب لماذا حذف التعليق وحظرني من موقعه!؟
أناشد الأعزاء المرضى أن لا يوقفوا خطة العلاج الدوائية التي وصفها الطبيب المختص بحجة أنهم لم يستجيبوا للعلاج، الوقت والراحة النفسية وتوفيق الطبيب في اختيار الخطة العلاجية المناسبة عوامل ستساعد بالشفاء بعد قدرة الله، ولا ننسى أن الطبيب يكتب خطة علاج، لكن الشافي هو الله سبحانه وتعالى.
اطلبوا من الله الشفاء وألحوا بالدعاء، ساعدوا الفقراء واجعلوا إحسانكم إليهم باباً تتقربون به إلى الله الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع المجيب.