You are using an outdated browser. For a faster, safer browsing experience, upgrade for free today.

الأطفال والروماتويد

المرض المزمن ضيف غير محبب إلى الكبار فضلاً عن الصغار، لكن لا بد من التأقلم والتعايش معه حتى يتسنى للإنسان متابعة حياته بشكل شبه طبيعي، لأن التقبل النفسي يخفف الألم ويختصر مراحل كثيرة من رحلة المرض.

حديثي اليوم سيكون عن الأطفال المصابين بالروماتويد، بعد اطلاعي على المقالات العلمية واستشارتي للأطباء أصحاب الاختصاص في هذا الموضوع تبين لي أن التعامل مع الطفل المريض يحتاج لجهود جماعية كبيرة حتى نجعله طفلاً اجتماعياً غير منعزل عن الحياة.

 

يمر الطفل المريض بمراحل متعددة من أطوار المرض، لكل مرحلة تعاملها النفسي الخاص، فالتعامل مع الطفل الذي لم يتجاوز الثلاث سنوات غير التعامل مع الطفل الذي أصبح عمره ثماني سنوات وأكثر، لذلك أتمنى على الأهل متابعة حالة طفلهم مع الاستشاري النفسي بالتعاون مع طبيب الروماتويد ليتم وضع خطة خاصة بفن التعامل مع الطفل، الخطط النفسية تختلف من طفل لآخر، ومن مرحلة عمرية لأخرى، فالتعايش مع المرض قبل مرحلة المراهقة غير التعايش مع المرض بعد دخول هذه المرحلة، حيث التغيرات الفسيولوجية قد تغير من طبيعة المرض لدى الطفل.

 

يمكن للطفل التعايش مع مرضه وتجاوزه بدعم من والديه ومجتمعه، فعلى الأهل الموازنة بين طفلهم المريض الذي يحتاج لرعاية خاصة وبين أولادهم الأصحاء، فلا يكون الاهتمام بالطفل المريض على حساب إخوته، هذه نقطة يجب أن يضعها الأهل بعين الاعتبار، الطفل المريض يحتاج لرعاية خاصة تحمل بين طياتها الإيجابية والعاطفة والعقلانية معاً.

 

أنصح الأهل بعدم الإفراط في دلال ولدهم كي لا يكون ذلك سبباً في جعله اتكالياً ضعيف الشخصية، بالمقابل مراعاة آلامه المبرحة، فلا يُكلف أشياء يعجز عن فعلها بحجة جعله يتحمل المسؤولية، إن فعلنا ذلك نكون غرسنا في قلبه الكره والحقد لظنه أننا لا نشعر بآلامه، المطلوب التوازن.

 

يستنزف المرض المزمن صحة الطفل ووالديه النفسية و الجسدية والموارد المالية لدى الأسرة، إذ يكلف العلاج المال الكثير جداً، لذلك قلت في سياق الكلام أن الطفل يحتاج لدعم والديه ومجتمعه، -معنوياً ومالياً- جميل أن نساعد الأسرة التي لديها طفل مريض كي نخفف الأعباء النفسية عنها، لنجتهد جميعاً أن ندعم الطفل وندمجه في المجتمع من خلال نشاطات ترفيهية نقوم بها، كأن نقيم له حفلة عيد ميلاد ندعو إليها أصدقاءه الذين يحبهم، إضافة لأشياء ونشاطات أخرى ينبغي فعلها يضيق ذكرها في هذا المقال تساعد على اكتساب الطفل شخصية سوية متزنة.

ينبغي أن نَذكرَ للطفل المدرك أن المرض ليس عقاباً من الله، بل هو محنة تحمل بين طياتها منحة ورحمة من الله، الطفل إذا أحب الله سيتقبل مرضه ويتعايش معه ويتجاوز مراحل الألم حتى يصبح طبيب ومهندس ومعلم المستقبل، ما أكثر المرضى الذين درسوا وتفوقوا وتحدوا ظروفهم المرضية، المرض ربما يضعف الجسم، لكن بلا ريب لا يضعف الهمة والإرادة والإبداع.

مشاركه: