You are using an outdated browser. For a faster, safer browsing experience, upgrade for free today.

المناعة النفسية

كثيراً ما سمعنا من أطبائنا في المنتدى أو الذين نتابع معهم في عياداتهم الخاصة عن جهاز المناعة الذي عندما يكون متوازناً دون زيادة أو نقصان يقينا من الأمراض وتكون صحتنا على ما يرام، أما عندما يختل جهاز المناعة تبدأ المشكلات الصحية، جهاز المناعة مسؤول عن الصحة الجسدية، لكن هل سمعنا عن المناعة النفسية، نعم هناك جهاز مناعة نفسي يتعلق بشكل كبير بالصحة الجسدية.

 

أحياناً نصاب بأوجاع في المعدة وآلام أخرى تتعلق بالجهاز الهضمي وحين نذهب للطبيب يخبرنا أن جهازنا الهضمي لا مشكلة فيه وينصحنا أن نخفف من الضغوط النفسية لنتجنب الآلام التي منشؤها في كثير من الأحيان العامل النفسي قبل العضوي.

إن كان جهاز المناعة الجسدي ينتظم بتناول الخضراوات وبعض الأدوية والانضباط ببعض النصائح العامة فإن جهاز المناعة النفسي ينتظم بالبعد عن مشاعر الغضب والحزن والاكتئاب والتكبر على الناس والغيرة المذمومة من إنجازات الآخرين.

 

كلنا لدينا ضغوطات حياتية، نتعب، نغضب، نحزن، نطمح أن يكون لدينا إنجازات عظيمة، هذا أمر طبيعي، لكن عندما يغلبنا الغضب والحزن والمشاعر السلبية الأخرى ونتمنى أن تزول النعم من الآخرين وتتحول إلينا دون بذل أي جهد هنا تكمن المشكلة وتبدأ الأمراض النفسية والجسدية، لأننا لم نتحكم بمشاعرنا وأطلقنا لها العنان في السيطرة على عقولنا، ولو أننا عشنا مشاعر الحب والرضا عن الله فيما امتحننا به من المرض وعدم منحنا بعض الأشياء التي أعطيت للأصحاء لكانت صحتنا مع الالتزام بخطة العلاج الدوائية أقرب للطبيعية، وتفسير ذلك علمياً عندما نكون في حالة سعادة كالحب فإن ضربات قلبنا تتسارع ويدينا تتعرق أكثر من المعتاد، السبب في ذلك تحفيز كلاً من هرمون الأدرينالين والنورادرينالين، أما عندما يتم إنتاج هرمون البيبتيدي أو الاكسيتوسين وهو هرمون الحب فنجد أن السعادة والثقة تغمرنا، ويتلاشى لدينا الشعور بالألم نتيجة تنشيط مناطق تسكين الألم بالدماغ.

لا بد أن ندرك هذا الكلام ونسعى للتخفيف من الضغوطات النفسية فهي السبيل الوحيد بعد مشيئة الله للتخفيف من آلامنا، ألا فلنعلم أننا في الدنيا دار الامتحان، وإن نجحنا وفهمنا عن الله حكمته فيما ابتلانا به فإننا سنعيش في جنة الدنيا والآخرة إن شاء الله.

تحكم بمشاعرك السلبية ولسوف تلمس تحسناً كبيراً في الروماتويد بفضل الله.

مشاركه: