ما هي الاعراض الجانبية الواردة الحدوث مع استخدام هذا العلاج يا دكتور؟
هذا السؤال اليومي المتوقع في اي عيادة طبيب هو سؤال بديهي ومنطقي جدا، إما يسأله المريض ليجيب عليه الطبيب أو لا يسأله المريض ولكن يوضح الطبيب اجابته أثناء عملية التثقيف الطبي للمريض حين يصف وصفة العلاج له.
وهناك أيضا سؤال آخر، سؤال غير بديهي وغير منطقي يسأله بعض المرضى احيانا، بسبب القلق الزائد من أي ادوية موصوفة لهم وهو "هل لهذا العلاج أعراض جانبية يا دكتور؟" وبعض المرضى قد يكون مستعد بقرار عدم تعاطي العلاج لو كانت اجابة الطبيب بالإيجاب ان العلاج له اعراض جانبية
سنجيب هنا على هذا السؤال وسنوضح السبب في أن هذا السؤال سؤال قلق وغير منطقى وسنقدم نصيحة للمرضى الذين يسألونه.
إجابة السؤال: طبعا وارد.. طبعا محتمل أن يحدث مع استخدام هذا العلاج، أي علاج، عرض جانبي.. وإحتمالية حدوث عرض جانبي مع استخدامه ليس معناها طبعا أنه شرط أن يحدث هذا العرض الجانبي، فهو مجرد احتمال، ولكن ليست هذه هي النقطة الاساسية هنا.. فلو إفترضنا أن حدث بالفعل عرض جانبي، لابد هنا أن نعرف أن الادوية اللي إجتازت محطات أو اختبارات الابحاث العلمية بنجاح ووصلت إليك في الصيدلية المفترض انها حتى لو تسببت في اعراض جانبية فعلا، فإن هذه الأعراض الجانبية، بالإحصائيات، لن تكون خطيرة في تأثيراتها على الجسم، وخاصة إذا ما قارنناها بتطور ومضاعفات المرض الذي نصف هذه الأدوية من أجله. تذكر في كل الأحوال أن الحديث هنا دائما على افتراض ان من يقوم بتوصيف الادوية طبيب مختص وليس أي شخص آخر.
لابد أن يعرف كل مريض جيدا ان كل علاج في الدنيا سيكون مع تعاطيه فرصة لحدوث عرض جانبي ما، ان حدث. بعض الأعراض الجانبية ستكون واردة الحدوث مثلا في خمسة بالمائة من المرضى وهذه نسبة ليست صغيرة وبعضها في واحد في الالف من المرضى وهذه نسبة ضئيلة فعلا.
فرصة حدوث عرض جانبي مع اي علاج هي بالضبط مثل فرصة أن يكون لأي قرار تتخذه في حياتك نتائجه الإيجابية التي ترغبها ونتائجه السلبية التي تحب أن تتجنبها. لم تمنع هذه الحقيقة الاشخاص من اتخاذ قرارات في حياتهم يوميا.. كل ما عليهم فعله هو التأكد من أن الفوائد المرجوة التي سيحصلون عليها من اتخاذ قرار ما تجب الاضرار الوراد ان يتعرضوا لها جراء هذا القرار. وهذا هو بالضبط ما فعله وما ضمنه لك الطب والأطباء فيما يخص توصيف أي عقار لك لعلاج مرض ما تعاني منه.
تذكر دائما أن قرارك أن تتعاطي اي علاج موصوف لك لا يعتمد على "مبدأ حدوث اعراض جانبية من عدمه" أصلا، ولكن بعتمد على عملية المفاضلة بين حلين لمشكلتك الطبية.. يعتمد على عملية المفاضلة بين:
واحد: حل لا نستسيغه وهو اننا نعاني من مرض او عرض وهذا العلاج المفنرض أن يعالجه أويحسنه مع احتمالية حدوث عرض جانبي من تعاطيه ولكنه ليس خطير
واتنين: حل نكرهه وهو ان نمتنع عن الأخذ بالاسباب ولا نتعاطي علاج مما قد يؤدي إللى تطور المرض وإلى حدوث مضاعفات.
احيانا يكون من الذكاء والحكمة أن نختار ما لا تستسغه لدرء ما نكرهه. وهذه هي اجابة السؤال.
وفي النهاية، قليل من القلق او لنقول قدر من الإهتمام مفيد جدا في حياتنا، لكن قلق كثير غير مبرر لو فكرنا من منطلق أننا اناس نأخد بالاسباب، فعلا يمكن أن يضرنا ويعطلنا
---------------------------------------
---------------------------------------
هاشتاج سوشيال ميديا:
#حاتم_العيشي
#ارعاض_جانبية
--------------------------------------
قام بإعداد وتقديم هذه المعلومات الأستاذ الدكتور حاتم العيشي، استاذ الامراض الروماتيزمية بكلية الطب بجامعة القاهرة واستشاري الروماتيزم بجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية
الدكتور حاتم العيشي يهتم كثيرا بتثقيف مرضى الروماتيزم (اصطلاح مجازي يقصد به مرضى الامراض الروماتيزمية) ويدير عيادة روماتيزم بالقاهرة وايضا يدير مركز يقدم استشارات طبية اون لاين والذي يقدم، بالاضافة لخدمة استشارات طبية في مجال الروماتيزم، استشارات طبية في مجالات طبية اخرى عديدة على ايدي مجموعة من الاطباء الاستشاريين في مصر وكندا والولايات المتحدة
----------------------------
اذا كنت ترغب في الحصول على روابط المحاضرات الجديدة لدكتور حاتم العيشي عن الامراض الروماتيزمية على الواتس اب، برجاء الضغط على هذا الرابط
----------------------------
للاطلاع على مكتبة الفيديو الخاصة بفيدوهات د. حاتم العيشي على اليوتيوب للمرضى، برجاء الضغط على هذا الرابط
----------------------------
لمشاهدة فيديوهات د. حاتم العيشي للمرضى باللغة العربية، برجاء التوجه لقناته على هذا الرابط
----------------------------
اذا كنت تود الحصول على استشارة اون لاين فيديو مع د. حاتم العيشي، برجاء الضغط على هذا الرابط